استمع الينا على مدار الساعة


استراحة الظهيرة التحرش في الأماكن العامة: نظرة المجتمع وصمت الضحايا

الخميس - 02 أكتوبر 2025 - الساعة 10:32 ص بتوقيت اليمن

عدنية fm

سلطت الحلقة على التحرش وأنها كلمة ثقيلة على القلب، لكنها صارت للأسف عادية في مسامع البعض. ما عاد تمرّ يوم إلا ونسمع عن بنت في الباص، أو طالبة في الجامعة، أو امرأة في السوق، تعرّضت لكلمة جارحة، أو نظرة متلصصة، أو حتى لمسة خبيثة. المؤلم إن الموضوع ما هو حالة فردية، لا… صار ظاهرة منتشرة. المشكلة الأكبر إن كثير ناس يعتبروا الأمر بسيط، يقولوا: "مجرد مزحة"، "عيب تتكلمي"، أو "يمكن هي السبب بلبسها أو مشيتها". وهنا يبدأ الوجع الحقيقي: الضحية تتحمّل اللوم بدل المجرم
التحرش ما هو بس سلوك، التحرش رسالة قاسية تقول للضحية: "أنتِ ضعيفة، وأنا أقدر أجرحك وأفلت من العقاب". وهذي الرسالة تدمّر النفسية وتخلي الضحية تعيش في خوف وارتباك مستمر
وأن أغلب الضحايا يلتزموا الصمت… ليش؟ لأن المجتمع ما يرحم. البنت اللي تتكلم تتهموها بالجرأة، أو يقولوا إنها "تسعى للشهرة"، أو "تحب تعمل قصة". كثير بنات يفضّلوا يدفنوا التجربة في داخلهم ولا يبوحوا بها لأحد. هذا الصمت مش دليل على قوة تحمل، بالعكس… هو قيد ثقيل يضغط على القلب ويزرع الخوف في الروح

مشاركة المستمعين:
الاخت مريم: تحدثت عن الحلقة وأنها حلقة جميلة لانها تناقش هذه المواضيع، وقلت بعض الناس يتحرشوا بحجه مشيتها او حركاته، وأنا في بعض الدول الأجنبية وايضا العربيه لابسهم لايكون محتشم بسكل كبير ورغم ذلك لايوجد تحرش،وتحدقت عن التحرش الي صاير بالاسواق وزحمته.

الاخت سوزان: الموضوع أصبح منتشر جداً في الأوانِ الاخيرة، وأصبحت الافكار متدنيه جداً ونظره المجتمع قاصره، والبنت لها حريتها الشخصيه بلبسها وبإختيارها بس لزم تحترم المكان الي رايحه له واحيانا في بنات الأشياء الي تلفت الانتبه هي تسبب التحرش، واحيانا في شباب طبعهم التحرش حتى لو البنت مستتره.





ونشارك بعض القصص

قصة مشهورة في مصر: فتاة صوّرت فيديو أثناء تعرضها للتحرش في شارع مزدحم، انتشر الفيديو وأثار جدلاً واسعًا، وأجبر السلطات على الاعتراف بخطورة الظاهرة.

قصة أخرى: موظفة تتعرض لتعليقات يومية من زملاءها، لم تستطع التبليغ خوفًا من خسارة عملها، فأصيبت باكتئاب طويل.

في وسائل التواصل: حملات مثل #MeToo عالميًا و*#أنا_أيضًا* عربيًا كشفت عشرات القصص المسكوت عنها.

دراسات وابحاث:

عالميًا: واحدة من كل ثلاث نساء تعرضت لشكل من أشكال العنف أو التحرش في حياتها.

في المنطقة العربية: مسح “الباروميتر العربي” أظهر أن قرابة 39% من النساء أبلغن عن تعرضهن للتحرش في أماكن عامة، مع نسب أعلى في دول مثل مصر تصل إلى أكثر من 60%.

في دراسات مصرية عام 2013 (الأمم المتحدة): أكثر من 99% من النساء أفدن بتعرضهن لشكل من أشكال التحرش.
هذه الأرقام تبيّن أن الظاهرة واسعة ومقلقة، وليست استثناءات فردية.


تعليقات:

بعضهم يقول: "مجرد مزحة، لا تكبّروها."

آخرون يلوموا البنت: "أكيد هي السبب."

لكن هناك أصوات عاقلة: "التحرش جريمة… والسكوت مشاركة في الجريمة."
هذه التعليقات تبيّن التباين في نظرة المجتمع بين الغفلة والوعي.


الخلاصة:

التحرش في الأماكن العامة مش "مزحة" ولا "ظاهرة عابرة". هو جرح يطعن الكرامة ويُخرس أصوات الضحايا
السكوت عنه مشاركة والمجتمع اللي يبرر للمتحرش، يقتل الضحية مرتين
فلنرفع صوتنا جميعًا: لا للتحرش
ولنتذكر… الكرامة ليست خيارًا، بل حقًّا إنسانيًا لا يقبل المساومةالتحرش في الأماكن العامة: نظرة المجتمع وصمت الضحايا