استمع الينا على مدار الساعة

استراحة الظهيرة السكوت عن الظلم… حكمة ولا تواطؤ؟

الأحد - 19 أكتوبر 2025 - الساعة 09:35 ص بتوقيت اليمن

عدنية fm

اللي يشوف الناس من بعيد، يظن إن الأمور عادية، وإن الكل ماشي بحياته بهدوء
لكن لما تقرّب وتسمع القصص، تكتشف إن الصمت أحيانًا موجع أكثر من الكلام
الظلم مش دايم يكون بس ضرب أو إهانة، أحيانًا يكون في نظرة، في كلمة، في سكوت طويل يقتل فينا الإحساس بالعدل

كم موقف مرّ علينا وشاهدنا فيه شخص يُهان أو يُظلم وسكتنا؟
قلنا: ما لي دخل يمكن هو غلطان خليني بعيدة عن المشاكل
لكن في الحقيقة، كل مرة نسكت فيها عن ظلم، نزرع جرح جديد في ضمير المجتمع

السكوت ما كان يومًا حياد… أحيانًا يكون خوف، وأحيانًا يكون تواطؤ
وفي الحالتين، النتيجة واحدة: الظالم يكبر، والمظلوم ينكسر

قصص الجمهور:

كنت أشتغل في شركة، وشفت مديري يظلم زميلتي ويحمّلها خطأ مو خطأها
كنت أقدر أتكلم، بس خفت على وظيفتي. بعدين لما شفتها تبكي وتترك الشغل، ندمت حسّيت إني شاركت بالظلم بسكوتي

تعرضت للظلم في المدرسة من أستاذ ظلمني في العلامات، والكل عارف، بس محد تكلم. حتى أصحابي قالوا لي انسَ الموضوع
الوجع مش من الظلم نفسه، الوجع إن الناس شافوا وسكتوا

كنت أشوف جارة لنا تُهان من زوجها كل يوم، والكل ساكت
يقولوا هذي أمور بيتية بس إلى متى؟
السكوت مو دايم حكمة، أحيانًا جبن

يقول: لما كنت أشتغل برّا، شفت صاحب العمل يظلم عامل بسيط في الراتب،
الكلمة اللي قلتها لصالحه خلت الكل ينظر لي باحترام.
تعلمت إنك لما توقف مع الحق، ما تخسر بالعكس، تكسب نفسك

دراسات وحقائق اجتماعية:

بحسب دراسات علم الاجتماع الحديثة:
أكثر من 72% من الناس يختارون السكوت عند رؤية موقف ظالم خوفًا من العواقب أو الرغبة في تجنّب المواجهة
لكن نفس الدراسات تشير إلى أن هذا السلوك يولّد "تبلدًا أخلاقيًا" على المدى الطويل، بحيث يبدأ الإنسان يرى الظلم كشيء طبيعي

علم النفس الاجتماعي يصف هذه الحالة باسم "تأثير المتفرج"
يعني لما الناس تشوف الخطأ وتفترض إن أحد غيرها سيتصرف في النهاية، محد يتصرف

أما من ناحية دينية وأخلاقية، فالأديان كلها حثّت على قول الحق ولو على النفس
الساكت عن الحق شيطان أخرس مقولة ما فقدت معناها رغم مرور القرون، لأن الظلم ما يعيش إلا في صمت الناس

مشاركة المستمعين:

الاخت سالي: يقولوا الساكت عن الحق شيطان اخرس، وكلما المجتمع بعدت عن الحقيقه كلما المواطن كره الحقيقه بحق ذاته وفي اشياء لزم الشخص لزم يتكلم بسبب الظلم الكبير وفي اشياء ممكن نعديها وننسيها، ولزم كل شخص يتعرض للظلم يتم الوقوف بجانبه، وأن لايسكتوا عن الظلم وقولوا الحق حتى لو على قطع رقبتك مثالما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، واصلا قد نحنا نعدي الأشياء الي هي سهله وتتعدي، وتقول احيانا بقرى وقبائل واشخاص كبيرة أنه لم يقولوا كلمة الحق في وقتها.

الخلاصة:
الظلم ما يعيش إلا بصمت الناس
كل ظلم يستمر هو نتيجة آلاف الأفواه اللي ما تكلمت
تذكروا دائمًا:
الظالم يحتاج صمتكم أكثر مما يحتاج قوته
لأنه بدون صمتكم، يسقط
بدون سكوتكم، ينهار
بدون خوفكم، يصبح لا شيء
فلا تخافوا من كلمة الحق
حتى لو كنتوا وحدكم في الصف
لأن صوت واحد صادق
أقوى من ألف صمت جبان
السكوت عن الظلم مش حكمة يا ناس
السكوت عن الظلم وجع متخفي
يتحول مع الأيام إلى ندم
ثم إلى خزي
تكلموا، حتى لو كانت الكلمة صغيرة
لأن الحق لا يحتاج ضجيجًا
بل يحتاج ضميرًا يقظًاالسكوت عن الظلم… حكمة ولا تواطؤ؟