استمع الينا على مدار الساعة


استراحة الظهيرة جيل الشاشة: أزمة تربية في زمن السوشال ميديا

الثلاثاء - 21 أكتوبر 2025 - الساعة 10:37 ص بتوقيت اليمن

عدنية fm

سلطت هذه الحلقة الضوء على قضية تمسّ كبرياءنا قبل قلوبنا،
قضية تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها تُحدث أحيانًا شرخًا في العلاقات لا يُرمم بسهولة
الاعتذار كلمة صغيرة بثلاثة أحرف، لكنها ثقيلة على اللسان، صعبة على النفس،
وكأنها تختبر فينا مقدار إنسانيتنا لا مقدار خطئنا.

كم مرة شعرنا بالذنب، لكننا اخترنا الصمت؟
كم مرة عرفنا أننا السبب، لكننا تظاهرنا بأننا المظلومون؟
لماذا نُحب أن نُغفر، لكننا لا نُحب أن نعتذر؟

نحن نعيش في زمنٍ يُعلّمنا أن نُبرر لا أن نُصلح،
أن نحافظ على “صورتنا” لا على “علاقاتنا”،
أن نُبرع في الدفاع عن أنفسنا أكثر من إصلاح ما أفسدناه

الاعتذار ليس ضعفًا كما يظن البعض، بل هو قمة القوة
هو شجاعة أن تقول: “كنت مخطئًا”، في زمنٍ يخاف فيه الناس من أن يظهروا ناقصين
هو تربية على التواضع، وإيمان بأن علاقتك أغلى من كبريائك


دراسات ونظرة علمية:

تشير دراسة من جامعة هارفارد عام 2023 إلى أن الأشخاص الذين يعتذرون بصدق يتمتعون بعلاقات اجتماعية أقوى بنسبة 65٪ مقارنة بغيرهم، لأن الاعتذار يقلل التوتر ويعزز الثقة المتبادلة.

كما توصلت دراسة من جامعة كامبريدج إلى أن أكثر من 70٪ من الناس يجدون صعوبة في الاعتذار بسبب “الخوف من فقدان الهيبة” أو “الإحساس بالذنب”، وليس بسبب عدم الندم

وفي الجانب النفسي، يوضح خبراء السلوك أن العقل البشري يربط “الاعتذار” بـ”الخسارة”، بينما الحقيقة أنه مكسب للعلاقة وللذات
فمن يعتذر أولًا لا يخسر، بل يربح سلامه الداخلي واحترامه لنفسه.


تحليل اجتماعي ونفسي:

في مجتمعاتنا، رُبينا على أن المخطئ يُحاسب لا يُحتوى،
فكبرنا ونحن نخاف من كلمة “أنا آسف” كأنها إقرار بالهزيمة
لكن الحقيقة أن الاعتذار لا يعني أنك مخطئ دومًا، بل يعني أنك تُقدّر العلاقة أكثر من الجدل.

كثير من العلاقات الزوجية، والأخوية، والصداقات انتهت لأن أحدهم انتظر الآخر ليبدأ بالاعتذار.
والكثير من القلوب تحجّرت لأننا لم نجد شجاعة “كلمة واحدة” كان يمكن أن تُعيد كل شيء إلى مكانه.

أحيانًا، الاعتذار لا يحتاج كلمات كثيرة،
يكفي نظرة، تصرف بسيط، أو حتى صمت يُعبّر عن ندم صادق
لكننا نختار العناد، نختار أن نبرر بدلاً من أن نُصلح
نختار أن نفقد بعضنا بدلاً من أن نقول: “سامحني".


الحلول والمقترحات:

ابدأ بنفسك: لا تنتظر الطرف الآخر، خذ الخطوة الأولى. الاعتذار ما ينقصك، بل يرفع قيمتك.

غيّر مفهومك: الاعتذار مش خضوع، بل تصالح مع الذات.

ربّ أطفالك على ثقافة الاعتذار: علّمهم أن الخطأ طبيعي، لكن التهرب منه ضعف.

مارس الاعتذار في أبسط المواقف: تأخر، قصّرت، أخطأت… قلها ببساطة، وراقب الفرق في حياتك.

افصل بين الخطأ والشخص: قد تكره الفعل، لكن لا تكره الإنسان، والاعتذار يجسر المسافة بين الاثنين.

1-أنا ما أقدر أعتذر، أحس أني إذا قلت آسف، بخسر هيبتي.


2-أنا دائماً أعتذر حتى لو مو غلطانة، بس عشان أريح نفسي وأحافظ على العلاقة.

3-تعلمت بعد تجربة طويلة أن الاعتذار ما يذل، الاعتذار يحرر.

مشاركة المستمعين:

الاخ عبدالله مسعد: لان من يرفض الإعتذار لايفكر بالآخرين لان من يرفض الإعتذار أيضاً لا يفهم الحياة، صحيح أنا اخطى ولكن مايجملني هو إعتذاري للاخرين، من يعتذر يحس ويعيش شعور الاخرين، ويكون عنده تقدير للاخرين، اما من لايعتذر منعزل عن المجتمع، من لايعتذر مصاب بالكبر وحب نفسه.

الخلاصة:

الاعتذار لا يُعيد الزمن، لكنه يُعيد الاحترام.
لا يُغيّر الماضي، لكنه يُمهّد لمستقبلٍ أنقى.
حين نعتذر، لا نُظهر ضعفنا، بل نُظهر وعينا.
نقول “آسف” ليس لأننا مخطئون دائمًا، بل لأننا نحب بصدق.
فيا من أثقلتك كلمة “آسف”،
اعلم أن الاعتذار لا يُهينك بل يُنقذك
من الناس، من الندم، ومن نفسك

أن الاعتذار الصادق لا يحتاج جمهورًا ليسمعه،بل قلبًا ليشعر به.جيل الشاشة: أزمة تربية في زمن السوشال ميديا