استمع الينا على مدار الساعة


استراحة الظهيرة المجاملات غطت الحقيقه

الإثنين - 10 نوفمبر 2025 - الساعة 11:08 ص بتوقيت اليمن

عدنية fm

سلطت الحلقة على أن الناس اليوم ما عادوا يثقوا في بعض
لأن الكل صار يمدح الكل، والكل يصفق للكل، حتى لو كان ما يستاهل، صرنا نكذب بحسن نية، ونعيش في دائرة مجاملات مفرغة ما فيها صدق حتى في المناسبات، المجاملة إلزامية
تبارك، تمدح، تضحك، تلبس مظهر الفرح، حتى لو أنت مش طايق، تدخل مجلس، وتقول “كلك ذوق”، “يا سلام”، “إبداع” وأنت ما شفت شي فعلاً بس لأنك متعود تقولها، خائف تكسر العُرف، أو تُفهم غلط.


دراسات وأبحاث موسعة

1. جامعة كامبريدج (2022):
كشفت أن 60% من الموظفين في بيئات العمل يعانون من "ثقافة المجاملة"،مما يجعل تقييم الأداء غير دقيق، ويؤدي إلى ترقية أشخاص لا يستحقونها.

2. جامعة طوكيو:
المجاملات الكثيرة تخلق إجهاداً اجتماعياً يجعل الدماغ يفرز هرمون التوتر،لأن الشخص يضطر أن يراقب كل كلمة حتى لا يُغضب أحد.

3. دراسة من معهد علم السلوك الإنساني الأمريكي:
بيّنت أن من يعيشون في بيئات تشجع الصراحة الصحية،
أكثر سعادة وراحة نفسية من أولئك الذين يعيشون وسط مجاملات مستمرة.


الجانب الاجتماعي:

في مجتمعاتنا العربية، صار الكذب يُقدَّم على أنه “ذكاء اجتماعي”، الناس تقول “ما تمشي أمورك إلا بالمجاملة”.
فالمجاملة أصبحت لغة العلاقات والمصالح:
مجاملة المدير خوفاً من فقدان الوظيفة.
مجاملة الزميل طمعاً في المنفعة.
مجاملة الأقارب لتجنب المشاكل.
مجاملة الشخصيات المؤثرة لكسب الودّ.
>وبالنتيجة الحقيقة صارت ضحية،والصدق أصبح غريباً في وطن المجاملات.

من المنظور الديني:

الإسلام دين التوازن، لا دين التزييف.
حثنا على الكلمة الطيبة، لكنها لا تعني الكذب.
قال تعالى:
> "وقولوا للناس حسناً."
وقال النبي ﷺ:
"الدين النصيحة."
المجاملة إن خرجت عن حدها تحولت إلى غشّ، والنبي ﷺ قال:
"من غشّ فليس منا."
في ديننا، الكلمة الصادقة ميزان الإيمان.
فالمؤمن لا يكذب حتى في المزاح، ولا يجامل على حساب الحق.
قال أحد العلماء:
الكلمة الصادقة قد تجرح القلب لحظة، لكنها تشفيه عمراً.


قصص من الواقع:
1-في إحدى الشركات، كان الجميع يمدح المدير دائماً بأنه "قائد ملهم"، بينما كان يُهمل الموظفين ويُخطئ في قراراته لم يجرؤ أحد على إخباره بالحقيقة خوفاً على وظائفهم بعد سنوات انهارت الشركة بسبب قراراته، فقال أحد الموظفين:
لو كنا صادقين من البداية، ربما أنقذناه وأنقذنا أنفسنا.

2-فتاة كانت تلبس أزياء غريبة، وكل صديقاتها يجاملنها بأنها “رائعة ومميزة”، في إحدى المناسبات، سخر الجميع من مظهرها خلف ظهرها،وحين عرفت، قالت:
ما كنت أحتاج مديحكم، كنت أحتاج صدقكم.


3-شابٌ تزوج فتاة بمدحٍ من الأقارب والمجاملات" أخلاقها ممتازة، طباعها طيبة”، لكن بعد الزواج اكتشف أن كل شيء كان مجاملة.
قال في النهاية:
المجاملات لا تبني حياة، بل تدمّرها بصمت.

تعليقات الجمهور:

1-أجامل كثير بس أرجع أكره نفسي بعد كل مرة، لأني أحس أني كذابة.
2-المجاملة دمرت التعليم، الكل يمدح الطالب الضعيف خوفاً من زعله.
3-في المستشفيات نجامل في تقييم زملائنا، والنتيجة أخطاء مهنية.
4-الناس تزعل لو قلت الصدق، بس لازم نقول الحقيقة حتى لو وجعت.
5-مجتمعنا يحب الكلام المنمق أكثر من الحقيقة… للأسف.


حصاءات اجتماعية:

82% من الموظفين العرب يشعرون أن بيئة العمل عندهم “مبنية على المجاملة".
67% من الناس يعترفون أنهم يجاملون خوفاً من الرفض أو الانتقاد.
75% يقولون إنهم تعرّضوا للخذلان بسبب مجاملة كاذبة.
بينما 90% من المشاركين في استطلاع رأي قالوا:
“نحن نحتاج إلى ثقافة صراحة محترمة، لا مجاملة مزيفة.”


الجانب الإعلامي والثقافي:

حتى في الإعلام المجاملات صارت تُستخدم كأداة علاقات عامة أكثر من كونها صدقاً إعلامياً، المذيع لا ينتقد، الضيف لا يعترف، الجمهور يصفق،والمشاهد يعيش في عالم مثالي وهمي.
الإعلام أصبح مرآة مصقولة تخفي الصدأ وراءها،حتى في برامج المسابقات، كثيراً ما تُقال عبارات تشجيعية مجاملة لا نقد بناء
وهكذا، يغيب التميّز الحقيقي وسط عبارات الإطراء الفارغة.

الحلول والمقترحات الواقعية:

1._التربية على الصراحة:
نعلم أطفالنا أن يقولوا الحقيقة بأدب، لا أن يُجمّلوا الخطأ.

2- إعادة تعريف الذوق:
الذوق ليس أن تُرضي الناس بالكذب، بل أن تقول الحق بأسلوب راقٍ.

3- ثقافة النقد البنّاء:
شجع النقد الهادف، وميّز بين من ينصحك ومن يحطّمك.

4_ تعزيز الوعي في المؤسسات:
على الإدارات والمدارس تشجيع الصراحة في التقييم والآراء.

5_قدوة من الأعلى:
حين يرى الناس أن القادة يتقبلون الصدق، يتجرأ الجميع على قول الحقيقة.

6- تعليم فن الرد:
كيف نقول “لا” بلطف، وكيف نعبّر عن رأينا دون جرح.

7_ إشاعة ثقافة الاعتراف:
أن نعتبر الاعتراف بالخطأ قوة لا ضعفاً، والصراحة جمالاً لا قسوة.

وجهة نظر فلسفية عميقة:
المجاملة مثل قناع الزينة،جميل في الحفلات، لكن لا يمكنك العيش به طول الوقت، الحقيقة قد تكون مؤلمة، لكنها الهواء النقي الذي تتنفس به الأرواح الحرة المجاملة راحة مؤقتة أما الصدق فهو سلام دائم.

مشاركة المستمعين:
الاخ فتحي إسماعيل: يقول أن المجاملة الزايدة عن حدها، صحيح الواحد محتاج كلمة تشجيع ودعم وان الواحد ينظر إلى مجهوده، لاتجامل الشخص على شي مش موجود انت لمن تجامل الشخص بتجامله بشي موجود فعلا، والمجامله الزايدة سلعة تباع في سوق النفاق، يعني لاتعطي الشخص هذا شي زيادة عن حقه، وينتفخ زيادة عن اللزوم.

الخلاصة:

الكلمة الطيبة صدقة لكن الكلمة الكاذبة جريمة بحق الثقة فلنحاول أن نعيد الاعتبار للصدق،ولنجعل المجاملة في موضعها الصحيح: ذوق بلا تزييف، لُطف بلا كذب لا تترك المجاملات تغطي الحقيقة،لأن الحقيقة إذا اختنقت اختنقنا نحن معها.المجاملات غطت الحقيقه