استمع الينا على مدار الساعة


استراحة الظهيرة عندما يتحول التنمر إلى إدمان... فمن ينقد الضحية

الأحد - 16 نوفمبر 2025 - الساعة 09:54 ص بتوقيت اليمن

عدنية fm

سلطت الحلقة على أن التنمّر صار عادة لأننا تعودنا نضحك على الناس بدل ما نحتويهم تعودنا ننتقد بدل ما نساند، تعودنا نشوف الغلط ونقول “مالي دخل
الكل اليوم يخاف من "نظرة الناس"،الكل يعيش تحت ضغط المقارنة،الكل يحاول يكون شخص ثاني عشان ما يتنمروا عليه.


الأسباب النفسية والاجتماعية:
المتنمّر مش دايم شخص قوي، بالعكس… أحيانًا يكون إنسان محطم داخليًا.
يعاني من نقص، من حرمان، أو من تربية مليانة عنف.
علماء النفس يقولوا:
المتنمّر يهاجم غيره حتى يثبت لنفسه إنه "أفضل"، حتى يشعر بوجوده
والمجتمع اللي يعطي المتنمّر "ضحكة" أو "تصفيق"، يزرع في الناس فكرة إن الإهانة شجاعة
صرنا نشوف أطفال يقلدوا أهلهم في التنمّر:
يضحكوا على لهجة، على لون، على فقر، على عيب خلقي
التنمّر ما يجي من فراغ، يجي من بيت يسمح، ومدرسة تسكت، ومجتمع يبرر.


التنمّر في المدارس:
المدرسة هي المكان اللي المفروض يزرع القيم، لكن للأسف
صارت مسرح للتنمّر الطالب اللي لبسه بسيط يُسخر منه،
واللي عنده لهجة مختلفة يُقلّد،واللي عنده ضعف في الدراسة يُوصف بالغبي بحسب إحصائية حديثة من اليونيسف،
أكثر من 35% من طلاب المدارس العربية يتعرضوا للتنمّر بشكل منتظم
تخيلوا! طفل يروح المدرسة يوميًا خايف من كلام زملاءه أكثر من خوفه من الامتحان
وبدل ما تكون المدرسة بيئة آمنة، صارت ساحة صراع نفسي.


التنمّر داخل الأسرة:

التنمّر مش بس بين الغرباء، أحيانًا يبدأ من أقرب الناس
أم تسخر من شكل بنتها،أب يقارن ابنه بولد الجيران،
أخ يستهزئ بأخته،أو أهل يعلقوا على وزن أو لون أحد أفرادهم!
هنا التنمّر يزرع جرح مستمر
لأن التنمّر لما يجي من البيت، يدمّر الثقة، يكسر الشخصية، ويخلق أجيال تخاف تعبر عن نفسها
كم من شاب اليوم صامت، بس داخله صراخ من كلمات سمعها من أقرب الناس له.


التنمّر الإلكتروني:

ومع انتشار وسائل التواصل، التنمّر لبس ثوب جديد
صار رقمي خلف الشاشة، الكل يظن نفسه شجاع
تعليقات جارحة، صور مسيئة، تنقيط على المظهر، السخرية من الملامح، وحتى التنمّر على لهجات الناس
دراسة صادرة عن جامعة قطر 2024 تقول إن 70% من المستخدمين العرب شهدوا شكلاً من أشكال التنمّر الإلكتروني خلال العامين الماضيين
والأسوأ؟
بعض الصفحات والمشاهير يشاركوا في نشر هذا التنمّر ويحولوه إلى ترند وضحك، بدون وعي إنهم يدمّروا نفسية إنسان يمكن في لحظة واحدة
الإنترنت صار ساحة للتسلية على حساب الألم.


إحصائيات ودراسات أعمق:
60% من المتنمّرين كانوا ضحايا تنمّر سابقين
45% من الأطفال اللي يتعرضوا للتنمّر يعانوا من قلق دائم أو اكتئاب
20% منهم حاولوا الانتحار أو فكروا فيه
و80% من الحالات تمرّ بدون تبليغ أو تدخل
هذه الأرقام مرعبة، لكنها حقيقية!
تعكس واقع إن التنمّر مش تصرف بسيط التنمّر مرض مجتمعي.


النظرة الدينية:

من الناحية الدينية، الإسلام شدد على احترام الإنسان وعدم السخرية منه.
يقول الله تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قومٍ عسى أن يكونوا خيرًا منهم."
الكلمة السيئة تُحسب، والنظرة الجارحة تُكتب.
والرسول ﷺ قال:
"بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم."
يعني التنمّر مش بس خطأ اجتماعي، هو ذنب عظيم لأنه يقتل كرامة الإنسان اللي كرّمه الله.


وجهة نظر المجتمع والإعلام:

للأسف، الإعلام جزء كبير من المشكلة كثير من البرامج الكوميدية تبني ضحكها على السخرية من أشكال الناس أو لهجاتهم أو عيوبهم وكأن الإهانة صارت مادة ترفيهية
حتى بعض المسلسلات ترسّخ التنمّر كـ"مزاح"، وتخلي المتنمّر شخصية ظريفة والمجتمع؟ يتقبلها، ويقلّدها بدل ما نُدين التنمّر، صرنا نطبّعه ونتداوله بضحكة وهنا الخطر الحقيقي.


تعليقات الجمهور:

1-أنا ما عد أقدر أتحمّل تعليق الناس، حتى لو كانوا يمزحوا.
2-ضحكتوا عليّ يوم، وأنا بكيت شهور.
3-الناس تظن الكلمة تمرّ، بس الكلمة تبقى محفورة.
4-ليش صار الأذى نوع من الترفيه؟



الحلول الواقعية:
التغيير يبدأ من الوعي، من التربية، من الكلمة
1- التربية علّموا أولادكم إن الكلمة تقتل مثل الرصاصة.
2- المدارس خصصوا برامج توعوية ومراقبة دقيقة لسلوك الطلاب.
3- القانون لازم يكون في عقوبات واضحة ضد التنمّر، حتى الإلكتروني منه.
4. الإعلام توقفوا عن تلميع السخرية وتقديمها ككوميديا
5-المجتمع لا تضحك لما تشوف شخص يُهان، لأن صمتك مشاركة في الجريمة.
التغيير ما يبدأ من الحكومة ولا المدرسة، يبدأ من نفسك أنت.


مشاركة المستمعين:
الاخ محمد فضل: يقول بالنسبة لتنمر، يعتبر نقص او إستفزاز للاخرين، والتنمر ليس من طبيعة الأخلاق والتربية والضمير، ورسولنا الكريم قال لاتنابزوا بالالقاب، رسولنا نبهه على هذا الشي، واحيانا قد يكون الشخص الي تتنمر عنه أفضل منك، والجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان، وأن التنمر ليس صحيح، أنت تتنقص من الناس.

الاخ فتحي إسماعيل: يقول أن التنمر سلوك شئم وسلبي ولابد أن نبتعد منه بقدر الاستطاعة الان أنا لمن اتنمر على الأشخاص وتحديدا بالخلقه،وعندما اتنمر في بعض الأحيان بالشخصية، أن قد اقع بيوم من الايام في هذا المطب ويتم التنمر عليا، وتلاقي اشخاص كثير تتنمر على شخص واحد ولا في شخص منهم يوقف ضد الغلط ويقول عيب، ويوقف هذه المهزله، لكن لااحد يوقفه.

الاخ محبوب الناصر: يقول أن موضوع التنمر نشعر به في الواقع كل يوم وكل لحظة وأن التنمر يشعر فيه بكل مكان، لانه هو من المكفوفين فيرأ التنمر، بسبب قلة الوعي لدى المجتمع والتثقيف، وذوي الهمم يعانون جداً بهءا الموضوع كثيير.

الخلاصة:
التنمّر ما صار عادة إحنا اللي خليناه يصير عادة
لما سكتنا، لما ضحكنا، لما قلنا "عادي"
الكلمة اللي نرميها بدون تفكير، ممكن تهدّ حياة إنسان
ما في شي اسمه "مزاح مؤذي"لأن المزاح الحقيقي ما يوجّع
خففوا كلماتكم، وخلوا قلوبكم تتكلم قبل ألسنتكم
لأن الإنسان ما ينكسر إلا من إنسانعندما يتحول التنمر إلى إدمان... فمن ينقد الضحية